رأى الكاتب في صحيفة "الجمهورية" جوني منير ان إزاحة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي اصبحت احتمالاً قائماً ستعني سقوط أحد أهم أعمدة مشروع "صفقة القرن".
وتابع الكاتب في مقال نشر اليوم ان ثمّة ثوابت ستطبع سلوك الحكومة الاسرائيلية المرتقبة بدءاً من مواجهة إيران في سوريا ومروراً بمعالجة ملف غزة وزيادة الضغط على "حزب الله".
الى ذلك فانه في المواجهة المحدودة التي حصلت بين "حزب الله" و"اسرائيل" الكثير من الدروس والعبر. ففي سوريا بدا واضحاً أنّ اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية حققت تقدّماً في اختراقها نتيجة الحروب وانكشاف الساحة.
وتابع الكاتب في مقاله ان المقرّ الذي قصفته يومها كان لإيران، لكن صدف أن كان فيه كادران أساسيان لـ"حزب الله" متخصّصان في اطلاق الطائرات المسيّرة، لكن ثمّة نقطة لا تزال غامضة، هل كان المقصود اغتيال عنصرَي "حزب الله"، أم حصل ذلك خطأ من خلال استهداف ايرانيين في مركز ايراني. وسبب السؤال أنّ اسرائيل طالما تجنّبت استهداف عناصر "حزب الله" تجنّباً لهزّ قواعد الاشتباك في جنوب لبنان.
وفي عملية الضاحية الجنوبية ثمّة جوانب مثيرة في العملية الاسرائيلية. ذلك أنّ الطائرة المسيرة الاولى ثبت أنها اطلقت من زورق اسرائيلي سريع من نوع زودياك توقف قبالة الروشة. والسؤال كيف تمكّن هذا الزورق من الوصول الى هذه المنطقة رغم أنّ البحر تحت مراقبة البحرية الالمانية الدائمة منذ عام 2006.
إنّ الطائرة المسيّرة التي سقطت بسبب ارتطامها بكابلات الكهرباء والإنترنت ومولدات الكهرباء، أخفقت في زرع عبوة في الهدف المحدّد. لذلك انطلقت بسرعة من خلف الحدود اللبنانية الجنوبية طائرة ثانية بغية تدمير الهدف نفسه، وبعلوّ منخفض تحت خط كشف الرادار، وكانت طائرة الدرون الاسرائيلية الثالثة الموجودة على علوّ مرتفع فوق المنطقة تعمل على تنسيق العملية. واصطدمت الطائرة الثانية بدورها بالكابلات ما أدّى الى انحرافها عن مسارها وانفجارها بعيداً عن المكان المحدّد.
الى ذلك ذكر الكاتب ان العملية أخفقت برمتها، وأعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنه سيردّ بهدف منع تكريس معادلة جديدة لا في سوريا ولا في لبنان.
وجاء الرد الاحد في الاول من ايلول الجاري، لكن ثمّة عوامل طرأت. فالاوامر كانت تقضي باستهداف دبابة اسرائيلية، لأنّ طاقمها هو من ثلاثة الى اربعة جنود كحدّ أقصى، وهذا كان المطلوب. لكنّ التحرّكات الآلية الإسرائيلية توقفت نهائياً، ما ألزم مجموعات "حزب الله" باستهداف أوّل آلية ظهرت وكانت ناقلة جنود، رغم المخاطرة بسقوط عدد من القتلى فيما لو أُصيبت الآلية، وهذا كان سيؤدي الى تطور المواجهة.
كذلك كانت هنالك ثلاث مجموعات نسّقت في ما بينها لإطلاق ثلاثة صواريخ في الوقت نفسه على الهدف نفسه، من مواقع مختلفة، لكن ما حصل أنّ أحد الصواريخ لم ينطلق بسبب عطل تقني، فيما انطلق الصاروخان الآخران من مسافة بعيدة تقارب الاربعة كلم ما ادّى الى إصابة الآلية بأضرار غير مباشرة.
لكن رسالة "حزب الله" كانت يومها فيما لو ظهرت الدبابة، وجرى "تذويبها" بثلاثة صواريخ، إعطاء صورة قاسية عمّا سيصيب سلاح المدرعات في حال نشوب حرب.
وأشار الكاتب الى ان "اسرائيل" استوعبت خطورة الوضع وأبعاده واحتوت الموقف، لأنها غير مستعدة للحرب، وبالتالي فإنّ الحكومة المقبلة غير قادرة على تعديل موقفها والذهاب الى حرب، رغم التهويل الذي ستمارسه، لكنها بالتأكيد ستسعى "اسرائيل" لرفع مستوى الحرب الامنية والصراع الاستخباري والأهم العمليات "الصامتة"، اي العمليات التي لا تحمل بصمات اسرائيلية واضحة رغم أنّ الشكوك ستتوجّه اليها.